الاطفاء Sapeurs – Pompiers
أولا- مقدمة
بدأت تكنولوجيا اطفاء الحرائق بمعدات بسيطة، ثم تتطورت هذه مع مرور الزمن وزيادة معرفة وخبرة الانسان وتجاربه في هذا المجال، وقصص الحرائق عبر التاريخ كثيرة ومؤلمة في نتائجها في بعض الحالات، وينتج الحريق عن تفاعل كيمياوي بين المادة المشتعلة وأكسجين الهواء وصدور كميات كبيرة من الحرارة، وإذا انطفأت النار في المراحل الأولى من الحريق فان الخسائر عادة ما تكون بسيطة، وتبلغ نسبة هذا النوع من الحرائق نحو 25% من مجموع الحرائق الكلية، أما الحرائق الكبيرة التي تحدث في أماكن تتكدس فيها مواد ذات قيمة كمستودعات الأخشاب والمخازن ومراكز والغابات وآبار النفط وغيرها فأقل حدوثا من سابقتها، إلا أن أضرارها كبيرة، وقد تزيد على 60% من إجمالي الخسائر الناتجة من الحرائق كافة، وتشير الإحصاءات الى أن متوسط عدد الحرائق السنوي في الولايات المتحدة الأمريكية نحو مليوني حريق، وخسائرها المادية تصل الى حوالي ثلاثة مليارات دولار سنوياً اضافة الى الخسائر البشرية.
إن قصة حريق لندن الشهير والخسائر الناتجة عنه لا تخلو من أي كتاب من الكتب المتعلقة بالحرائق، والذي حدث في الثاني من أيلول/ سبتمبر في عهد الملك شارل الثاني ملك إنجلترا من سنة 1666، اثناء نوم الخباز( جون فيزنور) قبل أن يطفئ النار في فرنه، وفي الثانية صباحا كانت ألـسنَة اللهب قد امتدت إلى كومة الشوفان المجاورة له، وأخذت النار تأكل بيتا بعد آخر، والسكان ينظرون إلى ألسنة النار والشرر المتطاير منها دون قلق، لعلمهم بأن الحريق سيتوقف سريعا لكن العكس حدث إذ بلغت النار في اليوم التالي نهر التايمز، واحرقت النيران مستودعات الخشب والفحم الواحد تلو الأخر، وهب هواء جاف ساعد علي انتشار الحريق الى البيوت الخشبية، ولم تتم السيطرة على الحريق إلا بعد ستة أيام مما أدى إلى القضاء علي 80% من المدينة وتدمير أكثر من (13) ألف بيت و87 كنيسة، ولم يهلك في اكبر حريق في لندن إلا ثمانية أشخاص، لكن جعل الحريق حوالي مئة ألف فرد بدون مأوى.
ثانيا- كبرى الحرائق والتدمير في سورية
أ- حرائق الجامع الاموي الكبير بدمشق
1- حدث في شعبان سنة 461 للهجرة، أن أحرقه جنود الدولة الفاطمية فقد كانت الحروب على أشدها بينهم وبين جنود الشام، وحدث أن ألقى العبيديون النار في قصر الخضراء بغضا بالدمشقيين وحقدا على الأمويين, فامتدت النيران إلى الجامع, ففقد المسجد بهجته ونضارته ورونقه، ثم جهد الملوك من السلاجقة والنوريين والأيوبيين والمماليك في إعادة المسجد إلى سالف عهده.
2- حدث الحريق الثاني في شوال سنة 740 للهجرة، وكان ذلك في عهد تنكزالأمير المملوكي فأصيب المسجد بحريق كبير أتلف قسما منه، وأخذ ما يحيط به شرقا وجنوبا من المدارس والأسواق, ويبدو أن هذا الحريق كان مدبرا من قبل بعض النصارى في قرية جوبر في ريف دمشق، حيث عملوا كعكا من نفط وأدخلوه في سوق الدهشة ووضعوه في بعض الدكاكين، وتمت السيطرة على الحريق قبل توسعه، ولما تحقق تنكز من المؤامرة، اعتقل رؤوس المتآمرين فحكم القضاة بقتلهم فقتلوا وصلبوا.
3- وقع الحريق الثالث سنة 794 هـ وفيها احترقت المئذنة الشرقية ودخلت النار إلى الجامع، ثم تبين أن وراء هذا الحريق يهودي.
4- احترق الجامع في شعبان سنة 803 هـ واحترقت دمشق كلها على يد تيمورلنك وجنوده، حيث عمل التتر النار في البيوت، فعم الحريق البلد واستمر ثلاثة أيام، واحترق الجامع وسقطت سقوفه وزالت أبوابه ولم يبق إلا جدرانه .
5- في رجب سنة 884 هـ احترقت الأسواق المحيطة بالجامع وحاول الناس منع النار من الدخول إليه، وانتشرت النار من الناحية القبلية، ثم عمت الجامع بأسره، وبعد يومين من الحرائق سقطت قبة النسر وسقط معها نصف المأذنة الغربية، وتضافرت الجهود لإعادته كما كان.
6- احترق الجامع سنة 1311هـ وكان سببه أحد العمال الذين كانوا يعملون على تصليح سقف المسجد، إذ أشتعلت النار في يوم عاصف في باب الزيادة القبلي، ثم انتشرت النار وعمت الجامع كله، ولم تمض ساعتان ونصف حتى أتت عليه.
ب- المسجد الأموي بحلب
يطلق على الجامع الأموي في حلب جامع زكريا أيضاً، ويقوم على مساحة من الأرض يبلغ طولها 105 أمتار من الشرق إلى الغرب، وعرضه نحو 77.75 متر من الجنوب إلى الشمال. ويعود تاريخ بنائه إلى العهد الأموي (96 هـ – 716 م) وتشير غالبية المصادر الى أن الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك هو الذي أمر بتشييده ليضاهي به ما شيده شقيقه الوليد بن عبد الملك في جامع بني أمية الكبير في دمشق قبل عشرة أعوام.
لم يكن حريق الرابع عشر من تشرين الأول / أكتوبر 2012 هو الأول في تاريخ أموي حلب، فقد ألمت بالمسجد عدة جوائح كادت تأتي عليه بأكمله، ففي سنة 351هـ/ 962م أحرقه نقفور فوكاس ملك الروم عندما اجتاح حلب عنوة بعد حصار محكم، وأعمل فيها النهب،واستمر الحريق سبعة أيام كاملة، فرممه سيف الدولة الحمداني، ثم أعاد بناءه السلطان العادل نور الدين محمود بن زنكي وزاد في سعته، وقطع له أعمدة صفراء من بعاذين (من قرى حلب). وفي سنة 658هـ/ 1259م استولى التتار بقيادة هولاكو على حلب، وأحرق حائط الجامع القبلي فأعيد بناؤه في عهد الملك الظاهر بيبرس، وعقد الجمالون على القبلية والغربية وعمل له سقف متقن سنة 679 هـ/ 1280م، ثم أحرقه التتار مرة أخرى واحترق السقف الذي كان خشبيا فرمم سنة 684 هـ، وكان آخر إحراق وتدمير له (2012.10.13 ) واخمدت نار الحريق قبل وصولها الى القبلية.
اضف الى ذلك البازار، او سوق المدينة الأثري الذي يعود تاريخ تأسيسه الى العهد الهلنستي، أما هويته وشخصيته المعمارية قبل دماره فهي بيزنطية وبلغ طوله مع تفرعاته حوالي 12 كيلومتر، وأتى حريق هائل على قسم كبير منه مما أدى إلى انهيار 60 بالمائة منه، ولم يكن بالإمكان إطفاء الحريق؛ بسبب انقطاع المياه في ذلك اليوم.
ويقول الخبير في الآثار مأمون فنصه : أ خشى أن تكون قد فقدت حلب جزءا كبيرا من هويتها وشخصيتها الحضارية، وتكمن صعوبة الترميم بالناحية المادية وأيضا البشرية، وربما نحتاج بين 20 و 30 مليار يورو ولفترة زمنية تمتد بين 5 و 10 سنوات.
ت- مسجد خالد بن الوليد بحمص
يعود بناء جامع خالد بن الوليد إلى القرن 7 هجري (القرن 13 ميلادي) اما البناء الحالي فيعود إلى العهد العثماني في القرن 19 الميلادي أيام السلطان عبد الحميد الثاني، حيث أقيم المسجد الجامع على أنقاض المسجد القديم الذي كان قائمًا في نفس المكان في مدينة حمص وفق الطراز المملوكي أيام السلطان الظاهر بيبرس في القرن السابع الهجري، ويتميز الجامع الحالي ببناء على الطراز العثماني المتصف بالتناوب بين اللونين الأبيض والأسود في حجارته وممزوجًا بطراز سوري جميل.
يعد جامع خالد بن الوليد درة جوامع مدينة حمص، ذو بناء أنيق يتصف بالجمال والزخارف الكثيرة، وللجامع تسعة قباب بيضاء متباينة الحجم، وبناء متسع وحديقة خارجية تحيط بالجامع ويمتاز بمئذنتيه العاليتين اللتين تجاوران القباب التسع، ويتألف المسجد من صحن واسع (47X36)م وفيه أربع قاعات في جانبه الشرقي، إحداهما أعدت للوضوء، وأخرى أعدت كمتحف للفن الإسلامي، والقاعتان الباقيتان خصصتا كمدرسة لطلاب العلم، أما قاعة الصلاة فأبعادها (30.5X23.5م) تعلوه القباب التسع وأعلاها القبة الوسطى وقطرها 12 وترتفع 30 مترًا، وتتصدر قاعة الصلاة محاريب ثلاثة؛ زخرف الأوسط منها بالرخام المخرم بأشكال هندسية غاية في الجمال وبألوان سوداء وحمراء وبيضاء، ويقوم عامودان من الرخام الأبيض الجميل على جانبي كل محراب، أما المنبر فهو من الرخام الأبيض المنقوش والمخرم وباحة الصحن الخارجي متسعة، وقد عني بأشد العناية بنموذج البناء للجامع بالأحجار الملونة والزخارف والنقوش البديعة، وتعرض المسجد للقصف والتدمير مرات عدة خلال الفترةالاخيرة، و كان أشدها يوم السبت 2013.6.29 .
ج- المسجد العمري بمدينة درعا
هو أحد الجوامع الأثرية المنتشرة في محافظة « درعا »، ويقع وسط المدينة القديمة، وهو بناء أثري يعود للفترة الإسلامية الأولى، وارتبط اسمه باسم الخليفة عمر بن الخطاب الذي أمر ببنائه عند زيارته لحوران، وأقيم له العديد من عمليات الترميم نظرا لقدمه ويحتوي على صحن خارجي و مئذنة، وفي 13 نيسان 2013 تعرض المسجد للتدمير مما أدى إلى هدم مئذنته.
د- حريق حي “سيدي عمود” بدمشق
أصيب هذا الحي بنكبة مفجعة عندما فتحت نيران المدفعية الفرنسية المنصوبة على جبال المزة، نيرانها باتجاهه يوم الثامن عشر من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1925 فاندلعت النيران وانتشرت في أحيائه بالكامل، وبقي الحي يشتعل أياماً عدة، فلم ينج منه سوى (البيمارستان النوري) وقد نسي الدمشقيون فيما بعد اسم الحي الأصلي، وسموه حي (الحريقة) لأنه بقي شاهداً على أسوأ حريق تعرضت له المدينة، وقد بقي الحي لسنوات مجرد خرائب وأطلال، قبل أن يتحول إلى مركز تجاري خال من البيوت السكنية، ومنطقة تمثل الثقل التقليدي لتجار الشام ولعراقة دمشق التجارية، وبعد عشرين عاماً قامت القوات الفرنسية بجريمة أخرى حين قصفت واحرقت يوم 29 أيار/ مايوعام 1945 مبنى البرلمان، كما اعتدت على حامية الدرك السوري التي كانت تحرس المبنى وتدافع عنه، والتي استشهد عدد كبير من رجالها، بعد أن مثل مرتزقة الجيش الفرنسي بجثثهم مثلما مثلوا بالمبنى من قبل، لكن حريق البرلمان لم يكن ناراً تنطلق في سماء دمشق وحسب، فسرعان ما اضطرمت نيرانه في الصدور، وأثارت نقمة عارمة لعبت الدور الكبير في جلاء الفرنسيين واستقلال سورية.
وهكذا كان صراع سورية مع الحرائق باختصار، هو صراع النار مع ذاكرة التاريخ، صراع الأثر الخالد مع تقلبات الزمن، أو اعتداء المحتل، أو من غاب الرشد عنهم، و أخذتهم العزة بالإثم واستوطن الغرور بعقولهم، أو حتى إهمال سادة الحاضر لتراث وأوابد الماضي، أواحراق البيوت القديمة الأثرية القريبة من الأسواق التقليدية بغية استثمارها تجاريا.
اعتقد بانك ايها القارئ الكريم بعد ما قرأته عن حرائق التراث والعقول والأنفس؛ بأن سواد الحزن والألم سيستعمرنا، ولن نستطيع الهرب منهما، ان كنا أحياء العقل والضمير والشعور وتقدير جهد ما فعله الآخرون من حضارات متنوعة في سورية خلال الأزمان الغابرة، فالأعمال مرآة الأفكار وما تختزنه العقول.
ط- حرائق من ذاكرة التاريخ
حريق مدينة روما عام 64 ميلادية من قبل نيرون من اجل بناء قصره » البيت الذهبي » في المنطقة المحترقة، وحريق مكتبة الاسكندرية التي اسسها بطليموس الأول سنة 332 قبل الميلاد، وأكملها بطليموس الثاني، التي اصبحت اول مكتبة عالمية في المدينة، وكانت تضم نصف مليون كتاب، وقام بحرقها الرومان اثناء ثورة الاسنكدرية على الامبرطور أوليان عام 273 ميلادي، كما دمرت مدينة جيمستاون بالكامل في ولاية فرجينيا بالولايات المتحدة بحريق بشهر كانون الثاني/ يناير 1608، وحريق القاهرة يوم 26 كانون الثاني/ يناير 1952 وفيه تم احراق وتدمير معظم وسط العاصمة، وهناك احصائية مصرية تقدر بان عدد الحرائق السنوية باكثر من عشرة آلاف؛ منها 96% نتيجة الاهمال.
ثالثا- ماذا نفعل حينما يشب حريق في المنزل
ـ الهدوء بالتصرف وعدم الهلع والخوف.
ـ التصرف بحكمة ومعرفة شدة الحريق واتساعه وامكانية اطفائه بمطفأة الحريق او بالمياه، اذا لم يكن ناتجا عن غاز او ماس كهربائي، واخراج افراد العائلة الى مكان آمن.
ـ الاتصال برجال الاطفاء فور نشوب الحريق.
ـ في حالة تصاعد كثيف للدخان داخل المنزل، يجب وضع منشفة مبللة بالمياه وربطهاحول الفم والأنف، والزحف على اليدين والركبتين للوصول الى مكان آمن.
ـ عدم فتح اي باب قبل التأكد من خلوه من الحريق، والنأي عن فتح باب ساخن، وإغلاق جميع نوافذ وأبواب الغرف لمنع وصول هواء جديد لمنع انتشار الحريق الى أماكن جديدة، قبل الخروج من المنزل.
– إذا امسكت النار بثياب المرء، فيجب احاطتها بشرشف اوسجادة أو ان يتدحرج المرء على الأرض حتى تنطفئ، والابتعاد عن الركض والجري لأن ذلك يزيد من شدة اشتعالها، والامتناع عن القفز من النوافذ العالية، وانتظار رجال الاطفاء .
رابعا- تطور وسائل وادوات مكافحة الحريق
بدأ تاريخ المكافحة المنظمة للحرائق في العصور القديمة في مصر واليونان من خلال الحراس والدوريات الليلية واستعمال مضخات يدوية، ولم تكن هذه المحاولات ذات تأثير كبير في اطفاء الحرائق، وفي البداية كان اخماد النار يتم بنقل المياه باوعية عبر سلسلة من الرجال من النهر او الترع
الى مكان الحريق، وأول من عمل كإطفائي هو رجل روماني الأصل في القرن الأخير قبل الميلاد، حيث كان يعمل ساقيا للمياه، وعند اندلاع أي حريق يتوجه له أهل البلدة ليساعدهم بما يملك من حاويات المياه الخشبية المثبتة علي عربات الخيل لإخماد الحريق، وأول فرقة من رجال الاطفاء كانت من الرومان، وكان هدفها اطفاء الحرائق باستعمال الأسطل المملؤة بالمياه ومنجنيق لتحطيم البيوت لوقف امتداد النيران وادوات اخرى.
كانت مكافحة الحرائق في اوروبا عملقاة لى عاتق السكان انفسهم، او على فرقة من المتطوعين من التجار واصحاب المهن والعاملين في مجال البناء، وانشئ الملك الفرنسي شارلمان خدمة الحراسة الليلية، وكان من تعليمات البوليس في فرنسا لأصحاب المنازل وجود سطل ممتلئ بالمياه بالقرب من باب المنزل، وبالطبع كان تنظيم عملية اطفاء الحرائق مطلوب خاصة في المدن الكبيرة مثل باريس ولندن التي حدثت فيها حرائق كبيرة خلال أعوام 798 و 982 و989 والحريق الكبير عام 1666، كما وضع نظام لمراقبة الحرائق في مدينة نيويورك سنة 1648 من خلال دورية مكونة من 8 حراس تفحص المدافئ والابنية، وايقاظ السكان لاطفاء الحريق في حالة حدوثه.
تم صناعة اوائل خراطيم مياه الاطفاء من قبل الهولندي جون فان دير هييدن Jan Van Der Heiden سنة 1672 والمصنوعة من الجلد الطري، ويمكن توصيل القطع ذات 15 مترا بواسطة اسلاك من معدن النحاس، وفي نهاية القرن السابع عشر ظهرت مضخة يدوية، تجرها الخيول او
مجموعة من الاطفائيين الى مكان الحريق وعلى السكان احداث سلسلة بشرية لامداد المضخة بالمياه اللازمة من النهر او الآبار وغيرها، ثم تم تطويرهذا النوع من المضخات من قبل ريشارد نيوشام سنة 1725 يعمل عليها مجموعة من الاطفائيين، وكانت تستطيع دفع 12 ليترا من المياه كل ثانية الى ارتفاع 40 مترا، ثم ظهرت اول مضخة تعمل بمحرك ذو الاحتراق الداخلي سنة 1907/1901 الذي ادى الى اختفاء المحركات
البخارية حوالي سنة 1925.
شهدت عمليات مكافحة الإطفاء في البلاد العربية تقدماً ملحوظاً منذ الحرب العالمية الأولى، حيث تأسست في سورية أول مصلحة إطفاء عام 1923 وكان إطفاء الحرائق قبل ذلك التاريخ يتم على يد مجموعات من المتطوعين مع مضخات يدوية على عربات تجرها الخيول، ويؤازرهم رجال الدرك والحراس الليلييون، ولم يكن عدد رجال الإطفاء في سورية عند تأسيس المصلحة يزيد على مئة رجل، وفي عام 1926 زودت مصلحة الإطفاء بعدد من السيارات المجهزة بمضخات آلية، كما افتتح أول مركز إطفاء في العاصمة دمشق في منطقة « خان البطيخ » ثم أحدثت أربعة مراكز أخرى في أماكن متفرقة من المدينة، وكان الإطفائيون يعملون أربعة أيام متتالية يعقبها يوم راحة، وجمعت هذه المراكز فيما بعد في مركز واحد في شارع « خالد بن الوليد » واشتهر هذا الشارع لدى العامة باسم « الإطفائية »، وفي عام 1952 بلغ عدد عربات الإطفاء المجهزة في العاصمة نحو 25 عربة، وارتفع عدد رجال المطافئ إلى نحو 400 رجل، ثم شهدت مصلحة الإطفاء بين عامي 1954 و1970 مرحلة جديدة في تطورها فحصلت على عربات متطورة ومزودة بسلالم آلية وصهاريج لضخ الرغوة والمساحيق الكيمياوية، وحدث تطور كبيرلمرافق الأطفاء مع عام 1970 حيث تضاعف عدد عربات الإطفاء المزودة بأحدث معدات مكافحة الحرائق والإنقاذ، كما زاد عدد رجال المطافئ في سورية على 3000 رجل، مؤهلون ويعملون بأجر كامل، وينتظمون في وحدات شبه عسكرية تدعى أفواج الإطفاء وتتبع الإدارة المحلية.
تطورت معدات اطفاء الحرائق مع مرور الزمن وخاصة عربات الاطفاء واصبحت كثيرة التنوع والاشكال والاهداف والحجم والميزات، فمنها من ذوات السلالم
او من الصهاريج وخزانات ومرشات ومدافع المياه،
او اخراطيم المياه، او الخاصة بعمليات الانقاذ،
كما تطورت المعدات الخاصة برجال الاطفاء، وانتشار استخدام طائرات وحوامات خاصة باطفاء حرائق الغابات والمصانع وحقول النفط، وسفن خاصة ايضا لاطفاء حرائق السفن التجارية وغيرها.
خامسا- المراجع
.
Quotidien, 365 Dates Historiques et Amusantes, 2009, Edition Play Bac Presse, France
DEROO R. ( 2002 ) La fabuleuse histoire des pompiers, Paris
Réponse à tout, Edition France loisirs 1988 , Paris
Wikipédia
منتديات ستار تايمز الاطفاء ومعداته
السلام عليكم.
مفيدة وشاملة، بارك الله فيك.
مدونة مليئة بالمعرفة. جزاك الله خير. انا احبك جدا، جدا، جدا.
شكرا لكم.
مصعب النجار.
لقد علا الاحمرار على وجهي، ولكنني ارتحت لحصولك على معرفة منها مقابل وقت بذلته، وهناك مقالات علمية متنوعة نشرتها منذ فترة يمكن ان تستفيد منها ان شاء الله شكرا لك